[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قصة دحام القصة طويلة ولذلك سأقوم بتلوها عليكم على أجزاء وذلك إن اردتم وهي قصةحرب دحام وعرب المعجل مع أهل الجبل واليكم الجزء الأول من القصة والتي تبدأ في أيام حكم المستعمر العثماني عام 1904
كان عرب المعجِل يهاجمون قوافل التجّار من أهالي الجبل، و كانوا يلقون التشجيع من العثمانيين الذين اتّبعوا سياسة "فرّق تَسُد" فسعوا لإضرام الأحقاد الطائفية والمذهبية و تكريس كل مايساعدهم فيذلك، و كانوا يقتنصون الفرص و يبحثون عن الأسباب لمهاجمة الجبل و فرض سيطرتهم عليه*.
استمر رجال المعجل بمهاجمة القوافل و لم يكتفوا بالنهب بل كانوا يفتكون بحراس القوافل و مرافقيها فتكاً شديدا، و قد ذهب ضحية هذه الأعمال عدد غير قليل من الرجال.
على إثر ذلك، اضطر الدروز بقيادة سليم الأطرش شيخ الغارية لمهاجمة المعجل في منطقة "مطوّقات" بلدة "نوى"**، وكانت معركة مهولة امتدت إلى قرية"محجة"، فقُتل من الموحدون نحو 70 رجلاً و خسروا 86 فرساً وقد أَسَرَ رجال المعجل خمس شبان إضافة لمزيد الأطرش ابن سليم، و تُجمع المصادر المروية و القصائد التي تلت الحدث على أن رجال المعجل قاموا بقتل الأسرى بعد انتهاء المعركة بسبب مقتل أخ دحام أثناء المعركة (والله أعلم).
أصبح الموحدون بعد هذه الحوادث عُرضَةً للتندر و الإهانة في أسواق دمشق، وازداد دحام إعجاباً بنفسه وتمادياً في تحدياته لأهل الجبل بغاراته المتكررة على قوافلهم، كان آخرها ذبحهم لـ18 جمّالاً بينهم أحد الأعيان (من الثعلة) بعد أن ظلوا يقاومون إلى أن نفذت ذخيرتهم.
انتقل عرب المعجل إلى "اضمير" بعد اطمئنان دحام لوعد الوالي العثماني بدمشق بأنه سيقدم الدعم العسكري المطلوب - ضد الدروز- إذا دعت الحاجة و بنفس الوقت كان العثمانيون يتحينون الفرصة للانتقام من الموحدون بسبب حمايتهم للأمير سلطان ابن الرشيد من بطش العثمانيين.
بعد الخسارة في "محجة" كتب دحام قصيدة عنى بها الأمير أبو علي مصطفى الأطرش و ردَّ بها النقا على الموحدون"مردود النقى"، انتشرت القصيدة في البوادي و الحواضر‘ يفتخر فيها بنصره في معركة "محجة" و يُضرم بها نار الشرّ.
وهذه هي القصيدة:
يالله يا معطى العطايـا المجازيـل...يال لى عن الطـلاّب ماصـك بابـه
يالله يا مجيـب الدعـاء والتهاليـل...تج عـل دعوانـا عليهـم مجـابـه
اجعلنى عليهم مثل طيـر الابابيـل...وتص بح ديارهم على يـدي خرابـه
ذيب الاعيلى صاح ذيـب الهزاليـل...يذك ر لـه بـوادى محجـه ذيابـه
ان كان تذكر ياابو على غارة الخيـل...يا خيلنا تاطـاء الـوزر ماتهـابه
يا صار جمعى وجمعكم بالمقابيــل...ي ـا ماترا منكـم يرومـل تـرابه
فـاض خيولـك نـادرات مدابيـل...واللى سلـم هـذاك كاسـب كسابه
والى وقع حـال عليـه المحاويـل...وبن اتكـم عليـه شـقـن ثيـابـه
لاتحسبوا حرب ابن معجل محافيـل...مرقاب نـا محـد منـكـم رقـابـه
حنا على الطوله عصاتـن مشاكيـل...والسي ف حنا مـن خلقنا نصابـه
دحام قـال القـول حلـوا التماثيـل...وغن وبهـا يـا لاعبيـن الربابـه
كما ألّف دحام هذا الحداء:
يا بيك وربعك غربـت...غزّايـة ٍ ولـد العـلـي
وموحدونكـم مـا قربـت...بنـده وبلهـا وجبلـي
من صوت عذرا قوطرت...جدعا ومعها ولد علي
جريرةٍ مـا قـد جـرت...واللي حضـر يتهولي
اموحدونكم تقفـي بسليـم...مزيـد قفـاه مجندلـي
يا حيف يا ستر البنـات...الشيـ خ عيـا ينـزلي
بنت الحبيلـي زغرتـت...ام العـيــون الذبلي
بيبان محجـه سكـرت...عنـد الشـرود الأولي
و يُقال إن القصيدة وصلت إلى السويداء (إلى حمود الأطرش) قبل أن تصل إلى قرى الجنوب.
و قد حاول إخفاءها ومنع انتشارها في الجبل في البداية، ليحول دون تفاقم الشرّ من جهة و كيلا تصل إلى مسامع مصطفى الأطرش من جهة أخرى، ودامت هذه الحال لمدة عام تقريباً.
قدم الأمير مصطفى (الملقب بـ أبو وجه أخضر) إلى السويداء، فاغتنم الشاعر أبو مزيد ابراهيم علم الدين الحاصباني زيارته فدعاه للمبيت عنده، و بعد تلبيته للدعوة و أثناء تلك الأمسية، حمل الشاعر ربابته و أردف " أنا ما دعيتك كرماً مني، بل هناك رسالة/ قصيدة لم تصلك وواجبي أن أُعلمك بها"، و "عدّها" الشاعر على ربابته، فما كاد ينتهي منها حتى وثب الأمير أبو علي من مكان جلوسه و صاح بأعلى صوته "لحّد، أنا أخو بلشه".
غادر الأمير مصطفى من ساعته إلى"امتان" ليلاً و باشر بمكاتبة أعيان الجبل يعلمهم بمضمون قصيدة دحام ، ثم أرسل المفازيع للقرى.
قدمنا ما يكفي اليوم وغدا" سنروي الجزء الثاني من القصة ان أردتم كما اسلفت
منقول عن الأخ رواد الصفدي صفحه الشعر الجبلي عالفيس بوك
مع تحيات
ابن ملح