ﺻﺮّﺍﺭﺗﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺠﻪ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﺴﻮﻳﺪﺍﺀ ﺷﺮﻕ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻠﺨﺪ ﺑﺤﻮﺍﻟﻲ 17 ﻛﻢ ﻣﺎﺭﺍ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻋﺮﻣﺎﻥ ، ﺗﺪﺧﻞ ﻣﺴﺎﻣﻌﻚ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺼﺮﻳﺮ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﺭ ﻭﻫﻲ ﻟﻘﺐ ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﻣﻠﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺎﺯ ﺑﺄﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤﺠﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ) ﺍﻟﺤﻠﺲ ( ﻭﻣﻼﺣﺔ ﻭﺟﻤﺎﻝ ﻭﻃﻴﺐ ﻭﻛﺮﻡ ﺃﺭﺿﻬﺎ ﻭ ﺃﻫﻠﻬﺎ ، ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻧﻬﺎ ) ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺓ ( ﻣﺴﺘﻮﺩﻉ ﺍﻟﺤﺒﻮﺏ ﺃﻭ ﺧﺰﺍﻥ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻛﻤﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻴﺔ ﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 12 ﺃﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ ﻭﺗﺮﺗﻔﻊ ﻋﻦ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺣﻮﺍﻟﻲ (1375 ) ﻣﺘﺮﺍ ، ﺗﺸﺘﻬﺮ ﺑﺰﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﺤﺒﻮﺏ ﻭﺍﻟﻜﺮﻣﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺜﻤﺮﺓ . ﻭ ﻟﻜﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﻗﺪﻳﻢ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺧﺮﺑﺎً ﻭ ﺃﻃﻼﻻً ﺗُﺤﺪّﺙ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ . ﻭ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻭ ﻋﻨﺪ ﺍﻵﺭﺍﻣﻴﻴﻦ , ﻛﻤﺎ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺍﻷﻧﺒﺎﻁ ﻭ ﺑﻨﻮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺑﺪ ﻭ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﻭ ﺍﻷﺑﺮﺍﺝ ) . ﺩ . ﻋﻠﻲ ﺃﺑﻮ ﻋﺴﺎﻑ , ﺟﺒﻞ ﺣﻮﺭﺍﻥ ﺻﻔﺤﺔ ( 169 ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ -1 ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺃﻻﻣﻮﺳﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﺳﻘﻮﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﻘﻮﻓﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺒﺼﺮﻯ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﺮﻳﺎﺭﻙ ﺃﻧﻮﺳﻄﺎﺳﻴﻮﺱ ﺑﻄﺮﻳﺎﺭﻙ ﺇﻧﻄﺎﻛﻴﺔ 570 – 558 ﻡ ﻭ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻳﻮﺳﺘﺎ ﻧﻴﻮﺱ 570 ﻡ ﻭ ﺑﻘﻴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺳﻘﻮﻓﻴﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﻋﺎﻡ 1517 ﻡ ﺃﻣﺎ ﺑﺮﺟﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻳﻌﻮﺩ ﺑﻨﺎﺅﻩ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻡ 372 ﻡ ﺣﻴﺚ ﺑﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻟﺮﺻﺪ ﺗﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻭ ﺗﻘﺪﻣﻬﻢ ﻭ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﺎﻻﺗﺼﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭ ﺍﻟﻘﻼﻉ ﻓﻲ ﺻﻠﺨﺪ ﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ . -2 ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﻣﻠﺢ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﻭ ﻧﻈﺮﺍً ﻟﻌﺪﺩ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﻘﻮﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺒﻄﺮﻳﺎﺭﻙ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ) . ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ – ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺇﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ / ﺧﺮﻳﺴﺘﻤﻮﺱ / ﺑﺎﺑﺎ ﺩﻭﺑﻠﻮﺱ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﺗﻌﺮﻳﺐ ﺍﻷﺳﻘﻒ ﺇﺳﺘﺎﻧﻴﻮﺱ ﺣﺪﺍﺩ – ﻋﺮﻣﺎﻥ ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻮﺭ / 1984 /ﻡ/ ﺹ 646 ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ( ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ : ﺗﻢ ﻓﻲ ﻣﻠﺢ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻲ ﻭ ﻗﺪ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﺭﻣﻮﺯﺍً ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ ) ﺭﻣﺰ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺃﻳﻨﺤﺘﻴﺲ , ﺻﻠﺒﺎﻥ ﺫﺍﺕ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ : ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻗﺪﺳﻴﻦ , ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻫﺒﻴﻦ ﻭ ﻣﺘﺒﺮﻋﻴﻦ ﻭ ﺃﺩﻋﻴﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ . ( ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﺍﺭ ﺻﺎﻟﺔ ﺫﺍﺕ ﻗﻨﺎﻃﺮ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﻭ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻛﻤﻌﺒﺪ . ﻭ ﺗﺮﺟﻤﺘﻬﺎ )) ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺑﻌﻞ ﺑﻨﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ (( - ﻗﻄﻌﺘﺎﻥ ﺣﺠﺮﻳﺘﺎﻥ ﺗﺤﻤﻼﻥ ﻛﺘﺎﺑﺘﻴﻦ : ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﺆﺭﺧﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ 425 ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ 606 ﻡ - ﺳﺎﻛﻒ ﺑﺎﺏ ) ﺣﻨﺖ ( ﻳﺤﻤﻞ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺗﺮﺟﻤﺘﻬﺎ ) ﻟﻴﺤﻔﻆ ﺍﻟﺮﺏ ﺫﻫﺎﺑﻚ ﻭ ﺇﻳﺎﺑﻚ ( ﻋﻦ "ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﻌﺪﺩ ( 68 ) ﺗﺎﺭﻳﺦ 6 ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺛﺎﻧﻲ 2007 ﺣﺴﻦ ﺣﺎﻃﻮﻡ " ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﻟﻌﺮﺑﻲ : ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻷﻣﻮﻱ ﻓﻲ ﺩﻳﻮﺍﻧﻪ ﺻﻔﺤﺔ 160 ﻧﻬﺪﻯ ﺍﻟﺴـﻼﻡ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻐﻮﺭ ﻣﻦ ﻣﻠﺢ ﻫﻴﻬﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﻠﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻮﺭ ﻣﻬﺪﺍﻧـﺎ ﻳﺎ ﺣﺒﺬﺍ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﺮﻳﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﺒـــــــــﻞ ﻭ ﺣﺒﺬﺍ ﺳﺎﻛﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﻥ ﻣﻦ ﻛﺎﻧـــــﺎ ﻭ ﺣﺒﺬﺍ ﻧﻔﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﻳﻤﺎ ﻧﻴـــــــــــــﺔ ﺗﺄﺗﻴﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺮﻳــﺎﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧـــــﺎ ﻫﺒﺖ ﺷﻤﺎﻻً ﻓﺬﻛﺮﻯ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺗﻜــــــﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼّﻔﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺮﻗﻲ ﺣﻮﺭﺍﻧــﺎ ﺍﻟﺨﺮﺏ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ : ﺧﺮﺑﺔ ﺍﻟﺼﺎﻓﻲ _ ﻭ ﺧﺮﺑﺔ ﺑﺮﺍﻕ ﻭ ﻓﻴﻬﺎ ﺁﺛﺎﺭ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻣﺰﺩﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﻋﺼﻮﺭ ﻏﺎﺑﺮﺓ ﻭ ﻳﺘﺒﻊ ﻟﻬﺎ ﺩﻳﺮ ﺃﺛﺮﻱ ﻳﺰﺍﺭ ﻭ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺪﻳﺮ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ ) ﻣﺎﺭﺟﺮﺟﺲ ( ﻭ ﻳﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﺷﺮﻗﺎً 7 ) ﻛﻢ ( ﻭ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻘﺎﻡ ﻟﻮﻟﻲ ﺃﺳﻤﻪ )) ﺍﻟﺤﺪﺍﺩ (( ﻭ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﺭﺍﻫﺐ ﺃﻭﻟﻲ ﻭ ﺻﻮﻓﻲ ﻋﺎﺑﺪ ﻳﺰﺍﺭ ﻭ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺃﺳﻤﻬﺎ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﻤﺪﺍﻥ ﺗﻢ ﻭﺿﻊ ﺣﺠﺮ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻓﻲ 1997 / 11 / 12 ﻭ ﻣﻦ ﺃﻋﻼﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ) ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺣﺴﻴﻦ ﺻﺎﻓﻲ ( ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1936 ﺩﻓﻦ ﻓﻲ ﺧﻠﻮﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﺍﺭ ﻟﻠﺘﺒﺮﻙ ﻭ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺧﻴﺮ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻀﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ : ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻷﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺩﻭﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻘﺪ ﻟﺒﻮﺍ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﺎﻡ , 1916 ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻋﺎﻡ 1925 ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻷﻃﺮﺵ ﻭﻻﺑﺪ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺑﻴﺮﻕ ﻣﻠﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﺎﻉ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻓﻲ ﻧﺼﺮﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﻭﺃﻭﻝ ﺷﻬﻴﺪ ﺑﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺣﺎﻣﻞ ﺍﻟﺒﻴﺮﻕ ﺷﻬﺎﺏ ﻏﺰﺍﻟﻲ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ) ﺻﺮﺑﺔ ﺷﻬﺎﺏ ( ﻭﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﺎﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ , ﻭ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮﻳﺔ ﻭ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻭﻣﺎﺯﺍﻟﻮﺍ ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺳﻼﻣﺔ ﺗﺮﺍﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻐﺎﻟﻲ . ﺃﻣّﺎ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺳﻜﻨﺎﻫﺎ ﻓﻬﻲ : ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻤﻦ ﺃﺧﺘﺒﺮﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ ﺑﻘﺮﻳﺔ ﻋﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻷﻣﺎﺭﺓ ﺁﻝ ﺍﻷﻃﺮﺵ )ﺍﻟﻤﻠﺤﻢ + ﺍﻟﺤﺴﻦ + ﺍﺑﻮﺟﻤﺮﻩ + ﺑﻼﻥ + ﺍﺑﻮﺩﻫﻦ ( ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻫﺬﻩ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻛﻨﻴﺎﺗﻬﻢ ، ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺘﻌﺎﻭﻧﻴﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﻔﺖ ﻟﻨﻈﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺁﻥ ﺫﺍﻙ ﻓﻬﻢ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻜﺎﻓﺔ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﻣﻦ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﻭﻓﻼﺣﺔ ﻭﺟﻨﻲ ﻟﻠﻤﺤﺼﻮﻝ ﻭﺍﻟﺦ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮﺓ ﺗﻘﻀﻲ ﻋﻤﻠﻪ ، ﻭﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻴﺠﺪﻭﺍ ﺑﻤﻀﺎﻓﺔ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻗﺪ ﻧﺰﻝ ﺑﻬﺎ ﻧﺠﺎﺭ ﻭﺍﻧﻘﻠﺒﺖ ﺍﻟﻤﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﺠﺮﺓ ﻟﺘﺼﻠﻴﺢ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﻔﻼﺣﺔ ) ﺍﻟﻌﻮﺩ( ﻣﻤﺎ ﺷﺎﻁ ﺑﻐﻀﺒﻬﻢ ﻣﺴﺘﻨﻜﺮﻳﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻌﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﻴﺮ ﻋﺮﻯ ﻭﺫﻫﺒﻮﺍ ﻟﻠﻘﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﻣﻀﺎﻓﺘﻪ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺳﺘﻴﺎﺅﻫﻢ ﻗﺎﻝ ) ﻫﺬﻱ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻧﺎ ﺍﻣﻴﺮﻫﺎ ﻭﻳﻦ ﺑﺪﻱ ﺑﺤﻂ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻀﺎﻓﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻀﺎﻓﺔ ﻫﺎﻟﺪﺍﺭ ﻭﺍﻟﻠﻲ ﻣﻮ ﻣﻌﺎﺟﺒﻮ ﻳﻠﺤﻖ ﺍﻟﺼﺮﺍﺭ ( ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻣﻠﺢ ﺧﺮﺑﺔ ﻣﻬﺠﻮﺭﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺃﺣﺪ ﺍﺟﺎﺑﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ : ) ﻭﺣﻴﺎﺗﻚ ﻫﺎﻱ ﺍﻟﻠﻲ ﻋﻤﺘﺤﻜﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺪﻧﺎ ﻧﺴﻜﻨﻬﺎ ﺍﺫﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺍﺩ ( ﻭﻏﺎﺩﺭﻭﺍ ﻣﻀﺎﻓﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻏﺎﺿﺒﻴﻦ ﻣﺴﺘﺎﺋﻴﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﺎﺯﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺃﺣﺪﻫﻢ . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺣﺪﺙ ﺳﺮﺟﻮﺍ ﺧﻴﻮﻟﻬﻢ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻡ ﻭﻣﺎﺀ ﻭﻗﺼﺪﻭﺍ ﺍﻟﺼﺮﺍﺭ ﻣﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ ، ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻗﺮﻳﺔ ﻋﺮﻣﺎﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺁﻝ ﺍﻟﻨﺠﻢ ﺍﻻﻃﺮﺵ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﻣﺎﻥ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﺑﺮﻏﺒﺘﻬﻢ ﺑﺴﻜﻦ ﻣﻠﺢ ) ﺍﻟﺼﺮﺍﺭ ( ﺃﺑﺪﻯ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ﻗﺎﺋﻼ ) ﻳﺎﺭﻳﺖ ﻭﺑﺲ ﺗﺴﻜﻨﻮﺍ ﻣﻨﺒﻌﺚ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺷﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺢ ( ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﻜﻞ ﻗﺮﻳﺔ ﺗﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﻴﻮﺧﻬﺎ ﻣﻦ ﺁﻝ ﺍﻷﻃﺮﺵ ، ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﻭﻭﺻﻠﻮﺍ ﻏﺮﺏ ﻣﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﻪ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﻣﺪﺧﻞ ﻣﻠﺢ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻗﺮﺏ ﻣﺸﻬﺪ ﺷﻬﺎﺏ ﻭﻧﻮﺍﻑ ﻏﺰﺍﻟﻲ ، ﻭﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ، ﻓﺎﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺨﺮﺑﺔ ﻓﺎﻟﻘﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺧﺮﺑﺔ ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﻥ ﻭﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻋﻜﺲ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻟﻘﺮﻳﺔ ﻣﺴﻜﻮﻧﻪ ﻭﻳﺪﺧﻠﻮﻫﺎ ﺣﺬﺭﻳﻦ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺍﻟﻄﻴﺮ ﻟﻢ ﻳﻄﻴﺮ ﺑﻜﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﻭﺃﺳﻄﺢ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ، ﻓﺪﺧﻠﻮﻫﺎ ﻣﻄﻤﺌﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺧﺮﺑﺔ ، ﻭﺑﺪﺃﻭ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻭﻋﺪﻫﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﺑﻤﻀﺎﻓﺔ ﺍﻻﻣﻴﺮ ﺑﻘﺮﻳﺔ ﻋﺮﻯ ، ﺳﻜﻨﻮﺍ ﻣﻠﺢ ﻭﻣﻨﺬ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺤﻤﻞ ﺑﻘﻠﻮﺑﻨﺎ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ) ﻫﻲ ﻗﺮﻳﺘﻲ ﺻﺮﺍﺭﺗﻲ ﻣﻠﺢ
مع تحياتي
ابن ملح
